فاعلية توظيف الذكاء الاصطناعي من قبل معلمي اللغة العربية في تطوير الكتابة الإبداعية لدى الطلبة الموهوبين

تُعد تنمية مهارات الكتابة الإبداعية من الركائز الجوهرية في تعليم اللغة العربية للطلبة الموهوبين، لا سيما في ظل التوسع المتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال التربوي. هدفت هذه الدراسة إلى تحليل مدى توظيف معلمي اللغة العربية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين مهارات الكتابة الإبداعية لدى الطلبة الموهوبين في الصف العاشر، بالإضافة إلى استقصاء أثر هذه التقنيات في تطوير جوانب متعددة من مهارات الكتابة، وتحديد التحديات والفرص التي تواجه المعلمين، واقتراح استراتيجيات تعليمية مبتكرة في هذا السياق. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي باستخدام التصميم المختلط (الكمي والكيفي)، حيث طُبِّقت استبانة على عينة قوامها (64) طالبًا وطالبة من الصف العاشر في المسار المتقدم، وأُجريت مقابلات مع (34) طالبًا وطالبة، بالإضافة إلى (32) معلمًا ومعلمة لمادة اللغة العربية في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة. أظهرت النتائج أن درجة توظيف معلمي اللغة العربية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم مهارات الكتابة الإبداعية كانت مرتفعة (81.44%)، وكان لهذه التقنيات أثر إيجابي واضح على تنمية مهارات توليد الأفكار، وتحسين الأسلوب، واختيار المفردات (85.50%). ومن أبرز الأدوات المستخدمة: ChatGPT، وGrammarly، وQuillbot، ومنصة ألف التعليمية. كما كشفت النتائج عن تحديات تمثلت في محدودية التفاعل الفعال بين الطلبة والأنظمة الذكية، وصعوبة التكيف مع تعددية اللهجات، إلى جانب الحاجة إلى تدريب متخصص للمعلمين. وفي ضوء النتائج، توصي الدراسة بتعزيز وعي المعلمين بأهمية الذكاء الاصطناعي في تعليم الكتابة الإبداعية، وتطوير برامج تدريبية موجهة للمعلمين والطلبة، مع تبني استراتيجيات تربوية توظف الذكاء الاصطناعي بطريقة تكميلية تدعم التفكير الإبداعي والنقدي دون أن تستبدل دور المعلم أو الجهد العقلي البشري. وبالإمكان توسيع حجم العينة في الدراسات المستقبلية لتشمل أعدادًا أكبر من المشاركين على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، لدراسة مدى التأثير الداعم لأحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أدوات كتابة أكثر سهولة في الاستخدام. كما يمكن تقييم مدى اتساع مهارات الكتابة باللغة العربية باستخدام هذه الأدوات والتقنيات الحديثة.